قصة رجل مجهول
إنّ سِرّ تشيخوف كامن فـي المعرفة الصميمية لشقاء وضعف شعبه. وبدلاً من أن يُضعفه، كان يرثي له، ويبكي معه فـي شقائه ويبتهج فـي أفراحه؛ ولهذا كان هو الكاتب المحبوب من بين كتّاب عصره.
لم يتسم بمدرسة أدبية، ولم يتبع فـي إنتاجه نمطاً ما، إلّا أنه بحد ذاته كان مدرسة أدبية جديدة، قامت على نبذ المقاييس القديمة للمسرح والقصة؛ فقد جرّد أدبه من التكلّف والصَنعة والتنميق والصقل، وتحاشى ما يسمونه العُقدة والحبكة، وفتّش عن الجذور التي تكمن خلف توافه الحياة العادية. وبتشريحه لتلك التوافه، أي عادات أبطاله وسلوكهم وطِباعهم، تمكن من أن يعرّي النفس البشرية من أكثر معقداتها النفسية والفكرية. وهكذا استطاع أن يقدم لنا تهجاً جديداً يوظف التمويه للكشف عن الحقيقة.
إنّ ملامح الأوضاع والشخصيات التي تخصّ الطبقات الاجتماعية الأكثر تنوعاً، والمشاهد المميزة للمجتمع الروسي المعاصر، سواء الريف أو المدينة أو المصنع أو فـي القصور والسهوب.. إنّ كل هذه هي القصة التشيخوفية!
الناشر: دار أزمنة |
الكاتب: أنطون تشيخوف |
المترجم: محمود الشنيطي |